كانت تتمناه وسيما

هي في العقد الثاني من عمرها،
ظلت تحلم بفتى أحلامها،
وحين طرق باب أهلها ومعه والده، فرحت كثيرا
من خلف حاجز مظلم نظرت إليه
شعرت بأنه الرجل المناسب لها
وقفت أختها الصغرى بجوارها
قالت كم هو وسيم
أنظري إلى قوامه
قيافته أنيقة
جلس بجوار والدها
طلب يد أبنته هناء
سأله الأب عن مؤهلاته العلمية ووظيفته
كان متعلما وموظفا في مرتبة لابأس بها
أحضر الأب القوة ومتطلبات الضيافة
وحين شاهد وجوه أفراد أسرته لاحظ فيها القبول
طلب من الشاب أن يعود في يوم آخر
ناقش الأم والأبنة ووجد عندهم حماس
الحقيقة أن الأب لم يكن متحمسا
من الأسباب التي جعلت الأب غير متحمس
أن الشاب سطحي التفكير
لم تفهم هناء عبارة والدها جيدا
وأصرت على أنه الزوج المناسب
في ليلة الزفاف تحلت هناء بثوب جميل باهض الثمن
الحقيقة أن كل شيئ من حولها كلف كثيرا
أنتهت مراسم الزفاف الجميع يتحدث عن ليلة مميزة
في تلك الليلة الزوج خالد سجارة فاجأ هناء بها
قالت هل أنت مدخن قال نعم ولله الحمد
طلبت منه أن يتخلى عن التدخين لأنها لاتطيق رائحته
قال هذا حالي منذ عشر سنوات
تحملت هذا الموقف بكل تبعاته
غدا موعد السفر لقضاء شهر العسل
حين وصلت هند إلى تلك البلاد التي سافرا إليها لاحظت شيئ خطير
أته يشرب مشروبا لم تراه من قبل
سألت عن نوع ذلك المشروب قال لها إنه عنب مخمر
رفعت هناء الكأس إلى أنفها وأشتمت رائحة كريهة
قالت كيف تتحمل شرب هذا المشروب
ضحك ضحكه هستيرية
أعطت تلك الضحة هناء بأن زوجها يتعاطى الخمر
أدركت أنها أمام مشكلة كبيرة
أثناء رحلة شهر العسل لم يكن خالد في كامل وعية معظم الوقت
حين عادت إلى الوطن ترددت كثيرا في إبلاغ أهلها
السبب في ترددها خشيت من عبارة مطلقة
كانت تقضي معظم وقتها وحيدة في غرفة نومها
تذكرت أيام ما قبل الزواج وكيف كانت تتمناه وسيما
في أحد الليالي قدم خالد مخمورا
أخذت تتحدث معه وأن الحياة معه مستحيلة
أعتدى خالد عليها بالضرب
لقد كسر يدها وأبرحها ضربا
طلبت والدها في تلك الساعة المتأخرة وأخبرته بما يحدث
لامها والدها كثيرا على الصمت طول هذه المدة
طلبت الطلاق بعد أن كانت تخشاه
لقد طلقها خالد
جلست في بيت أهلها مطلقة لكن كانت حياتها أكثر استقرارا من بيت الزوجية
بعد مضي عام من زواجها تقدم لها خاطب جديد
سبق لسعد أن خطبها قبل أن يتم خطبتها من قبل خالد
وحين سألها والدها عن موقفها من الزواج تركت الأمر برمته لقرار والدها
لم يتردد والدها من قبول سعد وزوجا لها لمعرفته بجدية وإخلاص سعد
تزوج سعد من هند زواجا مبسطا قوامه الحب والإخلاص
وأنجبت منه ثلاث أولا وبنتان
أدركت هناء أن الحياة جوهر وليست مظهر
ووجهت لبنات جنسها رسالة مضمونها أن المضمون أهم من المظهر
فالجمال الحقيقي جمال الروح